أنا أكسب وأنت تكسب…

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أنا اكسب وأنت تكسب …

قاعدة بسيطة .. رائعة ومتميزة … ولكن ما معناها ؟؟؟

 

 

في بساطة الحياة وعقدها وبأشكال الممارسات اليومية فيها نجد أن الغالب يعمل على أن يكسب وبغض النظر عن الأخر هل يكسب أم يخسر… مع وجود من يعمل على أن يربح وغيره يخسر …

 

وفي فصول الدراسة وللأسف فإن الطلاب ( وليس جميعهم ) يفكرون كيف يكونون الأوائل وهذا جدا رائع ولكن المؤسف أن ذلك التفكير يولد لديه رأي واعتقاد انه من أجل أن يكون هو الأول فلا بد أن يكون هناك الثاني والثالث والأخير..

 

وفي أي مجال تجد انطباعا سلبيا تجاه بعض العلاقات فيتولد مع الزمن تفكير وشعور للكسب، فيفكر كيف يكسب فإن كان هذا الشخص طيبا فلن يأبه بالغير أما إن كان سيئا فسوف يفكر كيف يكسب وغيره يخسر.. وهذا ما يدمرنا دائما.

 

وخصوصاً إذا كان العمل يقوم على عمل المجموعات فان أي عنصر في أي مجموعة يحمل تفكيرا سلبيا فسوف لن يدمر مجموعته فقط بل قد يؤثر على العمل كاملا.

 

والتفكير على أنواعه:

 

– اكسب وأنت تخسر:

وهذا دارج جدا وقد تجده في ابسط أمثلته عند الأطفال وفي فصول الدراسة، فحين يطرح الأستاذ سؤال فإن الكل يريد أن يسبق غيره في الإجابة ليكسب هو، ظناً منه انه هو الرابح الوحيد وعلى ذلك يخسر البقية. وكأنه في معركة يجب أن ينهيها بالربح ليظل على قيد الحياة.

 

– اخسر وأنت تكسب:

وهذا ما نطلق عليه التضحية ونجده عند الأب والأم لابنهم وهكذا أو عند صديق لصديقه أو لدى الطيب المستغل من عامة البشر والذين يطلقون عليه ( المغفل ) في قاموسهم وذلك لطيبته، فيخسر هو ليكسب غيره.

 

– اخسر وأنت تخسر:

وهذا محاكاة للمثل القائل “علي وعلى أعدائي” بمعنى أني اخسر والكل يخسر معي، وهذا تفكير الشخص غير السوي والذي يملك في دواخله نزعه من الشر والحقد أو من يكون قد وقع في مكيدة ما فيفضح الجميع معه

ومثال لذلك: حينما يتم رشوه موظف ما ويقع في يد العدالة فإنه لا يتردد أبدا في ذكر أسماء جميع الموظفين المرتشين وإدارته ومن قام برشوته لكي يذيقهم جميعا من نفس الكأس الذي سيشربه.

 

اكسب ولا يهمني الغير:

وهذا مثاله أن يأتي لأحد أقسام الشركة دورة في احد الدول، فصاحب هذا التفكير يريد الحصول على هذه الدورة دون أن يعلم من هو بحاجتها لتعديل وضعه الوظيفي أو من هو بحاجة لها لكي يستفيد منها ويزيد من خبرته فقط يريد صاحب هذا التفكير الحصول عليها دون تفكير بالغير.

ومثال آخر وهو ما تشاهده في أي رحله مع مجموعة من الأشخاص… فبعد عناء الرحلة تخبرهم انك لا تكلم سوى علبتان من الماء البارد وبقية الماء ساخن فسوف تجد منهم من يتهافت على الماء البارد دون النظر لمن هو مريض منهم ومن هو قد أرهق نفسه بالعمل ومن هو عطشان بحق… فقط يريد الحصول على الماء البارد ولم يأبه بحاجه غيره… وهذا ما نسميه الأنانية ونجدها كثير في طرقات الحياة.

 

– اكسب وأنت تكسب:

وهذه أروع ما قد نفكر به والكثير يجدونها نادرة الحدوث أو ربما مستحيلة، ولكن إن فكرنا به كلنا كتفكير واحد نتبناه سوياً فسوف يكون شائع الحدوث لا نادراً ولا مستحيلاً،

ومثال لذلك : الأطفال في المدارس وسؤال المدرس لهم وتهافتهم على الإجابة وكل يريد أن يجيب بنفسه لكي يتميز ويكسب وهذا ما ذكرناه مثالاً في التفكير : “أنا اكسب وأنت تخسر” ولكي نعالج هذا المثال ونجعله يتوافق مع تفكيرنا “اكسب وأنت تكسب” ، ما رأيك أن نأخذ كل إجاباتهم سوياً أو أن نطرح السؤال على أن تكون الإجابة على ورق ونأخذها كلها…  فإن وجدنا هذا الحل صعباً لكثرة عدد الطلاب فما رأيك لو قسمنا الطلاب لمجموعات وحين نطرح السؤال فإن كل مجموعة تتناقش لتخبرنا الجواب ومن ثم نستمع لإجابات المجموعات كلها وبدلاً من أن نستمع لـ 25 إجابة من 25 طالب… استمعنا لـ 5 إجابات من 5 مجموعات كل مجموعه فيها 5 طلاب. ومن ثم نحدد أي الإجابات هي الأفضل والأجدر وبذلك كل المجموعات تكسب وخصوصا أفراد المجموعة الواحدة… وبذلك أصبح التفكير جماعياً وليس فردياً… وعلى ذلك قِس وجرب في مختلف أمور حياتك.

 

 

إن التفكير الذي نشأنا عليه هو ما يقودنا ويجعل منا الأناني والحقود والطيب والمتسامح… وهو ما يجعلنا نصنع النجاح الحقيقي وما قد يوقعنا بالنجاحات المزيفة… فتجار السلاح والمخدرات لا يحملون سوى تفكير “أنا اكسب وأنت يخسر” فهم يكسبون السلطة والمال وأنت تخسر نفسك ومالك وصحتك….  والعلماء والأدباء والمفكرين والمخترعين وأهل الدين الحقيقيين تجدهم في تفكير “أنا اكسب وأنت تكسب” فهم يكسبون العلم والمعرفة والنجاح ويكسبوننا المعلومة والطريق وغير ذلك مما يفيدنا.

 

 

فأنت الآن… أي تفكير تملكه… وأي تفكير تحب أن تتبناه ؟؟؟

 

 

لا تمنع نفسك من التفكر والاختيار…

 

مع محبتي واحترامي

عن Aziz

مجرد قلم خجول .. يخفي في طياته أكثر مما يكتبه ... ويحب أن يكتب الجميل ، وأن يسطر فيه خير لكل الناس ...